تحقيق صادم بثّته القناة الرابعة البريطانية كشف عن أكاديمية دينية في الضفة الغربية تُعرف باسم “بني دافيد”، تحوّلت إلى ما يشبه معسكر إعداد عقائدي للجنود الإسرائيليين قبل إرسالهم إلى غزة. التحقيق أظهر أن الأكاديمية تُدرّس لآلاف الشبان فكرًا دينيًا يعتبر احتلال الضفة وغزة وأجزاء من لبنان وسوريا “مهمة إلهية”.
بحسب الوثائقي، فإن خريجي الأكاديمية يشغلون مواقع حساسة داخل الجيش والإعلام والحكومة، ما يجعل تأثيرها ممتدًا في مفاصل الدولة. دروسها لا تقتصر على التعليم الديني، بل تتضمن تحريضًا صريحًا على قتل الفلسطينيين رجالًا ونساءً وأطفالًا، وتبريرًا لكل انتهاك تحت شعار “التكليف الرباني”.
ورغم الانتقادات الحقوقية الواسعة داخل إسرائيل وخارجها، تحظى الأكاديمية بدعم رسمي كامل، بل إن نتنياهو كرّمها شخصيًا قبل سنوات تقديرًا لـ”دورها التربوي”. لكن ما يجري داخلها، وفق التحقيق، ليس تربية بل غرسٌ مبكر للتطرف، يُحوّل العقيدة إلى وقود للعنف والجنود إلى أدوات عقائدية في حرب لا تنتهي.
“بني دافيد” ليست مدرسة عادية، بل رمز لمنظومة تجنّد الدين لخدمة الاحتلال، حيث تتحوّل الدروس إلى فتاوى قتل، والعقيدة إلى ذريعة للدم. إنها الدليل الأوضح على أن التطرف الديني في جيش الاحتلال ليس انحرافًا فرديًا… بل سياسة ممنهجة تُزرع في العقول قبل أن تُطلق من البنادق.

