في زمنٍ تُقاس فيه القوة بالدولار والسلاح، اختارت الصين أن تُشعل حرباً من نوع آخر — حرب الذهب. بهدوءٍ استراتيجيّ، أعلنت بكين عن اختراعها الجديد: “يِينغ زو جين” (الذهب الصافي الصلب)، ذهبٌ نقيّ كعيار 24، لكنه صلب كمعدنٍ صناعي، وأرخص ثمناً وأكثر مقاومة من أي ذهبٍ معروف.
وراء هذا الابتكار المذهل، تختبئ خطة اقتصادية كبرى لا تقل جرأة عن أي معركة سياسية. فالصين لا تسعى إلى بيع الذهب فحسب، بل إلى كسر احتكار الدولار وإعادة اليوان إلى الساحة كعملةٍ مدعومة بالذهب. وبينما تجاوزت أسعار الأونصة حاجز 4300 دولار، تدخل بكين السوق بذهبٍ جديد يقلب قواعد اللعبة ويهدد هيمنة البنوك الغربية والمضاربين.
الذهب الصيني ليس وليد المناجم، بل ابن المختبرات. فقد أعاد العلماء تركيب بنيته الذرية بدمج معادن نادرة — تمتلك الصين 65% من احتياطها العالمي — لينتجوا ذهباً نقياً وصلباً في آنٍ واحد، يفتح الباب أمام ثورة في سوق المعادن الثمينة ورصاصة اقتصادية في صدر الهيمنة الأمريكية.
اليوم تمتلك الصين أكثر من 2300 طن من الذهب، وتواصل شراء المزيد لتعزيز غطاء عملتها، فيما تراقب واشنطن بقلقٍ صامت. فـ”الذهب الصلب” لم يعد زينةً أو سلعةً فاخرة، بل سلاح نفوذ جديد يُضاف إلى ترسانة بكين — سلاح لا يطلق النار… بل يُعيد كتابة قواعد الاقتصاد العالمي بلغة الذهب.

