اجتاح وسم #قاطعوا_الإمارات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، في موجة غضب عارمة عبّر فيها ناشطون عن استيائهم من الدور الذي باتت تلعبه أبوظبي في ساحاتٍ عربية ملتهبة. واعتبر المغرّدون أن ما يحدث لم يعد “اختلاف سياسات”، بل انكشافٌ متزايد لنهجٍ يزرع الفوضى باسم الاستقرار، ويموّل الحروب تحت لافتة “السلام”.
في السودان، تحديدًا في مدينة الفاشر المنكوبة، يصف ناشطون المشهد بأنه “غزة أخرى”، حيث تتقاطع الأزمات الإنسانية مع تقارير عن تدفقات سلاح وتمويل خارجي يؤجج الصراع. ويرى مراقبون أن ما يجري هناك يعيد طرح الأسئلة حول طبيعة الأدوار الإقليمية في المنطقة، ومن المستفيد من استمرار النزيف السوداني.
تحت لافتات “التنمية والاستثمار”، يحمّل المنتقدون الإمارات مسؤولية التناقض بين خطابها الدبلوماسي وحضورها الميداني في بؤر النزاع، من اليمن إلى ليبيا مرورًا بغزة والسودان. ويقول ناشطون إن سياسات “شراء النفوذ” لم تعد تخفى على أحد، وإن الشعوب بدأت ترفض خطاب التجميل السياسي الذي يغطي جراح الواقع.
الوسم الذي ملأ الفضاء الرقمي لم يكن مجرد غضب افتراضي، بل رسالة صريحة من الشارع العربي بأن زمن الصمت انتهى. دعوات المقاطعة التي تتسع يومًا بعد يوم تعبّر عن إرادةٍ جديدة في محاسبة من يتلاعب بمصائر الشعوب عبر الاقتصاد والإعلام والسياسة. “قاطعوا الإمارات” ليست حملة عابرة، بل نداء وعي عربي بدأ يجد صداه في كل بيت وشاشة.

