في بوسان الكورية، حبس العالم أنفاسه مع اللقاء المنتظر بين الغريمين دونالد ترامب وشي جين بينغ، بعد ستّ سنوات من حرب الرسوم والتهديدات وسباق التكنولوجيا. اللقاء الذي استمر ساعة وأربعين دقيقة انتهى بابتسامات رسمية وتصريحات وُصفت بـ”التاريخية”.
ترامب خرج ليقول إن الاجتماع كان “12 من 10″، بينما أعلن الرئيس الصيني التوصل إلى “توافق أساسي” لإنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. لكن خلف الصور الودية، كانت الملفات المشتعلة على الطاولة أكثر تعقيدًا من المصافحات أمام الكاميرات.
من تايوان إلى الرقائق الإلكترونية، ومن أزمة الفنتانيل القاتل إلى فول الصويا الأميركي، مرورًا بالهيمنة على المعادن النادرة والنفوذ في آسيا والمحيط الهادئ… كل ملف منها كان كقنبلة مؤجلة بانتظار لحظة الانفجار.
يريد ترامب اتفاقًا يُهدّئ التضخم قبل أن ينفجر في وجهه، فيما تسعى بكين إلى استقرارٍ يضمن تدفّق السلع وهدوء الأسواق. ومع ذلك، يدرك الطرفان أن ما حدث في بوسان ليس سلامًا دائمًا، بل هدنة مصالح… هدنة تخفي حربًا جديدة من نوعٍ آخر.

