بضع كلمات فقط كانت كافية لإشعال موجة من الإجراءات الأمنية ضد الداعية المصري الشيخ مصطفى العدوي، بعدما علّق على المتحف المصري الكبير بطريقة لم ترُق لنظام السيسي. فتوى بسيطة، لكنها لامست جرحًا سياسيًا؛ إذ أغضب العدوي “الفرعون الحديث” بكلامه عن “فرعون القديم”.
لم تمضِ ساعات حتى اختفت صفحاته من مواقع التواصل، وأُغلقت حساباته، في رسالة واضحة: من يسبح عكس التيار قد يدفع حريته ثمنًا. ليست هذه أول مرة يُلاحق فيها الشيخ؛ فقد طاله التضييق سابقًا بعد دعوته لمقاطعة البضائع الفرنسية نصرة للنبي ﷺ.
اعتقاله أثار جدلًا واسعًا على المنصات، وسط استنكار شعبي لاحتجازه بسبب رأي ديني. وبعد الضجة، أُفرج عنه بكفالة عشرة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات بعد عرضه على النيابة بالمنصورة.
العدوي، المعروف بخطابه الجريء وانتقاده للتقديس الأعمى للرموز التاريخية، ظلّ صوتًا مختلفًا في مشهد ديني خاضع للرقابة، ليؤكد مرة أخرى أن في مصر، حتى الفتوى… قد تُعدّ جريمة.

