نعم، إنها الإمارات، وهذه شوارعها الفخمة. ليست غزة، ولا صنعاء، ولا مدينة منكوبة بالحرب، بل دولة تُقدَّم للعالم كنموذج للرفاه والجاهزية. ومع ذلك، كانت عاصفة واحدة كافية لتغرق الشوارع بالكامل، وتختفي الطرق تحت المياه، وتتحول السيارات الفارهة إلى خردة عائمة، فيما طُلب من السكان البقاء في منازلهم.
الشلل أصاب المفاصل الحيوية سريعًا؛ مطارات متوقفة، رحلات مُلغاة، ودبي التي لا تنام وجدت نفسها مجبرة على التوقف. مشاهد الناس وهم يخوضون المياه حفاة، والسيارات الغارقة حتى السقف، أعادت إلى الأذهان كارثة أبريل 2024، حين كشفت أمطار قياسية هشاشة البنية التحتية وعجز أنظمة الصرف أمام اختبار حقيقي.
في هذا المشهد، لا تنفع الأبراج الشاهقة ولا المهرجانات الصاخبة، ولا الصور اللامعة على إنستغرام. الطبيعة لا تعترف بالبروباغندا، ولا تجامل مدن الواجهة، ولا تُبهرها حملات التسويق التي تبيع الوهم أكثر مما تبني الواقع.
ويبقى السؤال الذي تفرضه المياه لا الشعارات: كيف لدولة تدير حروبًا خارج حدودها، وتتدخل في مصائر شعوب، أن تعجز عن حماية شوارعها من المطر؟ نعم، هذه هي الإمارات… وعندما سقط القناع، تكلّمت المياه.

