وطن – أعلن أحد أبرز مقدمي البث والتعليق في مجتمع ألعاب القتال أنه لن يشارك بعد الآن في فعاليات EVO، وذلك بعد استحواذ الحكومة السعودية على الحدث.
يذكر أنه على مدى السنوات الماضية، لعب ساجام دورًا محوريًا في ربط مجتمع ألعاب القتال بعالم ألعاب الفيديو الأوسع، إلى جانب شخصيات معروفة مثل Maximilian Dood. وكان حضوره في فعاليات EVO أمرًا متوقعًا دائمًا، إلا أن ذلك سيتغيّر. ففي بث مباشر حديث استمر 12 دقيقة، أوضح ساجام أنه لن يحضر أي فعاليات EVO مستقبلية، بعد أن كُشف في شهر سبتمبر أن المنظمة تم شراؤها من قبل الحكومة السعودية.
وقال ساجام في حديثه: «تعلمون، لقد كنت أذهب إلى EVO منذ عام 2014، أما الآن فلن أذهب بسبب الاستحواذ». وأضاف: «وقبل أن يكتب أحد أي شيء، أنا أقول: نعم، يا رجل، لو أن الجيش الأمريكي اشترى EVO، لما ذهبت أيضًا».
وتوقّع ساجام أن يردّد البعض القول إن «هناك العديد من الشركات الشريرة في العالم»، لكنه أجاب: «الشركات الشريرة التي تشتري أو تمتلك الأشياء التي تحبّها أمر مزعج دائمًا. لكن الفرق، في رأيي، هو في الهدف من الملكية وما الذي يُفعل بها تحديدًا. فالمسألة ليست فقط أن “الحكومة السعودية تمتلك EVO”، بل إن “الحكومة السعودية تمتلك EVO والعديد من الأشياء الأخرى بهدف معلن يتمثل في استخدام هذه الأصول للترويج للسياحة وتلميع الصورة الرياضية (sportwash)”.»
ورغم أنه يعتقد أن هذا الاستحواذ «لن يؤثر على EVO على الإطلاق»، أضاف ساجام: «إنه أمر مهم جدًا بالنسبة لي كإنسان»، مشيرًا إلى أنه «سيئ لي ماليًا ألا أشارك».
وتابع قائلًا: «هذا يعني أنني لن أذهب إلى EVO Vegas، ولن أذهب إلى EVO France، ولن أذهب إلى EVO Singapore. وعندما يفتتحون واحدًا في السعودية — وأنا متأكد أنهم سيفعلون ذلك في النهاية — فلن أذهب إليه أيضًا».
وأضاف أن هذا القرار سيكبده خسائر مالية كبيرة، إذ أشار إلى أنه كان يمتلك شراكة قوية مع سلسلة مطاعم Chipotle، التي ظهرت إعلاناتها كثيرًا خلال فترات الاستراحة بين المباريات في EVO خلال السنوات الأخيرة، وأنّ انسحابه من الحدث قد يعرّض تلك الشراكة للخطر المباشر.
وقال ساجام أيضًا: «غرض فعالياتنا ومجتمعنا هو أننا ننتمي إلى القاعدة الشعبية، ونجتمع على أرض الواقع، وتُقام فعاليات وبطولات ألعاب القتال استنادًا إلى ما يملكه مجتمعنا نفسه».
وأضاف: «لعبة Street Fighter يجب أن تُنظم فعالياتها ضمن حدث مملوك للقاعدة الشعبية لتدرجه ضمن جولتها. وهم يمتلكون بطولة Capcom Cup في النهاية، ونحن نتقبل ذلك ونتعاون معهم في هذا السياق. لكن قيمة المجتمع تُبنى على دعم المشهد الخاص بك من خلال تمويل المنظمين والفعاليات التي يملكها المجتمع نفسه. هذه هي الركيزة التي تجعل ألعاب القتال فريدة، وهي ما يجعلنا مختلفين عن العديد من المشاكل التي تواجه مجتمعات الرياضات الإلكترونية الأخرى».
وأوضح ساجام أنه لا يريد أن يشعر أحد بالذنب بسبب قراره، مضيفًا: «لستُ أقول لكم أن تشعروا بالسوء تجاه أنفسكم كأشخاص. لا أحد يُلام إن ذهب. أنا شخصيًا لن أذهب، لكن هناك الكثير ممن سيذهبون. هناك كثيرون لا يحبون الاستحواذ ويقولون: “حسنًا، سأذهب إلى EVO، لا بأس”. وأنا متأكد أنهم سيقضون وقتًا رائعًا. وأنا أيضًا، لو ذهبت، كنت سأقضي وقتًا رائعًا».
وفي ختام حديثه، عبّر ساجام عن خيبة أمله الكبرى تجاه مطوري أبرز ألعاب القتال، قائلًا: «أحد أكثر الأمور التي تزعجني بشأن جميع عمليات الاستحواذ هذه هو أن Capcom ودوريها الاحترافي، وكذلك Tekken، مرتبطان بالفعل بشكل وثيق جدًا مع EWC [بطولة العالم للرياضات الإلكترونية، وهي حدث آخر مملوك للسعودية]. لكنهم مرتاحون تمامًا لتقليل قيمة فعالياتهم الخاصة. لم يكن هناك أي مقاومة».
وبصفته أحد الذين يشعرون بالإحباط من توسّع نفوذ الحكومة السعودية داخل مجتمع ألعاب القتال — الذي كان دائمًا، كما قال ساجام، «من المجتمع ولأجل المجتمع» — فإن وجود شخصيات بارزة مثله ومثل Maximilian Dood يبتعدون عن المشاركة يُعد حدثًا لافتًا.
ومن المؤكد أن هذا القرار سيكون له أثر مالي كبير عليهما، كما سيؤثر على حضورهما الإعلامي. ومع ذلك، فإن الوقوف في وجه محاولات تلميع الصورة الرياضية يُعد أحد المواقف التي يرغب كثير من أفراد مجتمع ألعاب القتال في دعمها. واستخدام ساجام لمنصته لتوضيح موقفه خطوة مهمة للغاية، ويأمل كثيرون أن تحذو شخصيات قيادية أخرى في هذا المجتمع حذوه.
اقرأ أيضا:

