ما يجري خلف الكواليس أخطر من حرب، وأقسى من حصار، وأبشع من دمار. صحيفة معاريف كشفت بوضوح أن دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو لا يبحثان عن وقف إطلاق نار ولا عن سلام، بل عن إعادة رسم غزة نفسها، بخط جديد وحدود جديدة واحتلال بلا إعلان رسمي.
وبحسب ما نُشر، تحمل الخطة اسم “الخط الأصفر”، لكن حقيقتها تقسيم غزة على مراحل. إعمار مشروط، وحياة تُمنح لمن يخضع، وجوع يُترك لمن يرفض. إعادة الإعمار لن تشمل القطاع كله، بل ستقتصر على المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال: 53% اليوم، و75% غدًا، فيما تُترك بقية المناطق مدمّرة، بلا بنية تحتية ولا خدمات ولا أفق.
الرسالة، كما تعكسها الخطة، واضحة وقاسية: اخرج من مناطق حماس تعش، ابقَ تمت ببطء. ما يُطرح ليس إعمارًا، بل ابتزازًا إنسانيًا وسلاحًا جديدًا تحت مسمى “تحسين جودة الحياة” وبفوهة البندقية. الاحتلال لا يسعى إلى نزع سلاح حماس فورًا ولا إلى مواجهة شاملة، بل إلى تفريغ الأرض من الناس وعزل المقاومة عن مجتمعها، ثم التمدد خطوة خطوة دون إعلان ضم أو حدود رسمية.
وفي هذا المشهد، يبدو المجتمع الدولي غائبًا أو شريكًا؛ هيئة دولية بقيادة أمريكية تنفّذ، بينما يبقى الأمن بيد الاحتلال، دون قوات حفظ سلام أو رقابة أو سيادة فلسطينية. نتنياهو قالها صراحة لترامب: “نعيد إعمار غزة، لكن فقط بطريقة تمنع حماس من البقاء”. والواقع أن ما يُبنى ليس غزة جديدة، بل احتلال دائم بأدوات مدنية، يُسمّى اليوم “خطًا أصفر” وقد يُسمّى غدًا حدودًا دائمة.
اقرأ أيضاً:









