هي لا تكتفي بالتصفيق في حفلات الجوائز، أنجلينا جولي صارت أكبر من أدوارها. الممثلة التي جابت ميادين السينما قررت أن تجوب ميادين الألم، معلنة إنشاء قرية لإيواء أطفال غزة الأيتام — خطوة تعيد للضمير العالمي صوته وسط صمتٍ خانق، وصورة تذكّر العالم بأن الأطفال لا يُحاسَبون على الجغرافيا.
في زمنٍ يختبئ فيه الكبار خلف السياسة، وقفت امرأة واحدة لتقول: «أطفال غزة يستحقون الحياة… كما يستحقها كل طفل في هذا العالم». جملة بسيطة، لكنها أقوى من كل خطابات الأمم، وأصدق من كل مؤتمرات الإغاثة التي تنتهي بلا حياة.
مشروع جولي في غزة ليس حجارةً تُبنى، بل صرخة رمزية في وجه الإنسانية الصمّاء. هو وعد بأن الأمل يمكن أن يُبعث من تحت الركام، وأن النجومية الحقيقية ليست على السجادة الحمراء، بل في ممرّات اللجوء، وبين خيام البؤس.
هي لا تحمل جنسية عربية، ولا تتحدث بلسان فلسطيني، لكنها تفعل ما عجز عنه كثيرون باسم العروبة. أنجلينا جولي تحوّلت من نجمةٍ إلى ضميرٍ يمشي على الأرض — تذكّر العالم أن الإنسانية لا تُعلَن… بل تُمارَس.

