في قلب الصحراء، حيث تُغسل الأموال بلمسة رقمية وتُبنى الثروات على الخفاء، يلمع اسم دونالد ترامب مجددًا — لكن هذه المرة ليس في السياسة، بل في عالم الكريبتو. مشروع غامض باسم World Liberty Financial، تدفّقت إليه مليارات من مستثمرين من الظلّ، بينهم إماراتيون ضخوا أموالًا في مبادرة قيل إنها “ثورة مالية”، وبدت في الحقيقة وليمة فساد دولية.
المشروع الذي وُلد قبل أسابيع من فوز ترامب بالرئاسة جمع أكثر من نصف مليار دولار من بيع 25 مليار عملة رقمية. وراء اللافتة اللامعة “الحرية المالية”، شبكة من الغموض والدهاء: 75٪ من الأرباح لعائلة ترامب، و12.5٪ لعائلة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والباقي موزّع بين حسابات مجهولة في دبي وملاذات مالية معتمة.
من واشنطن إلى أبوظبي، المال يتدفّق بلا حواجز. ترامب وقّع قرارًا يسمح للحكومة بامتلاك احتياطي من “البيتكوين”، وفتح صناديق التقاعد لاستثمار تريليونات في العملات المشفّرة. قفزت الأسواق، ورقصت المؤشرات، لكنّ الحقيقة تكشف: عائلة ترامب جنت أكثر من 800 مليون دولار في نصف عام، معظمها من مستثمرين أجانب، بعضهم متورط في غسيل أموال وفضائح تمويل مشبوهة.
وفي الخلفية تلوح صفقة أخطر: 2 مليار دولار إماراتية مقابل شرائح كمبيوتر متقدمة تُمنح لأبوظبي رغم اعتراض الأمن الأميركي. وعلى يخت فاخر في سردينيا، ظهر ويتكوف وطحنون بن زايد يتبادلان الابتسامات، بينما تُكتب فصول جديدة من التحالف بين المال والسلطة. ما بين “الحرية المالية” و”الاحتيال المشفّر”، يعيد ترامب رسم خريطة الاقتصاد العالمي… بغسيل رقمي وبموافقة من البيت الأبيض نفسه.

