في تحقيقٍ استقصائي غير مسبوق، كشف برنامج “ما خفي أعظم” على قناة الجزيرة أسماء وصور الضباط والجنود الإسرائيليين الذين أطلقوا النار على الطفلة الفلسطينية هند رجب ذات الخمس سنوات، التي استغاثت عبر الهاتف ببراءة وهي تصرخ: “تعالي خذيني يا ماما”، قبل أن يصمت صوتها إلى الأبد تحت رصاص دبابة إسرائيلية في غزة.
التحقيق الذي حمل عنوان “الملاحقون” تتبّع وجوه القتلة الذين نفّذوا الجريمة، وكشف أن بعضهم يحمل جوازات أوروبية ويعيش اليوم حياةً عادية، وكأن دم هند لم يُسفك بعد. استخدم فريق الجزيرة تحليل صور وأقمار صناعية وخبراء أسلحة لتوثيق لحظة إطلاق النار — اثنتان وسبعون طلقة خلال ست ثوانٍ فقط — على سيارة كانت تقلّ أطفالًا وعائلةً وطاقم إسعاف حاول إنقاذهم.
اثنا عشر يومًا ظلّت الجثامين في العراء قبل أن يُعثر على هند على بُعد أمتار من سيارة الهلال الأحمر التي دمّرتها الدبابة نفسها. ويؤكد التحقيق أن جريمة هند لم تكن استثناءً بل جزءًا من سياسة ممنهجة عنوانها الإبادة والتطهير، نفّذها جيش الاحتلال بدمٍ باردٍ تحت غطاءٍ من الصمت الدولي.
حركة حماس وصفت ما ورد في التحقيق بأنه فضيحة كبرى لجيش الاحتلال ووثيقة دامغة لإدانة الكيان أمام العالم، مطالِبةً بتحرّك عاجل من المحاكم الدولية لمحاكمة المتورطين. فهند — الطفلة التي هزّت ضمير العالم — عادت اليوم من خلف الشاشات لتشير بأصبعها نحو القتلة، وتُذكّر الجميع أن العدالة لم تبدأ بعد… وأن الحساب آتٍ، لا محالة.

