في مفارقة تُعيد ذاكرة الاحتلال البريطاني، كشف موقع “ميدل إيست آي” أن القاهرة تدعم تولّي توني بلير إدارة قطاع غزة بعد الحرب، انطلاقًا من توافق فكري بينه وبين السيسي في كراهية الإسلام السياسي وتبرير الحكم الأمني باسم “مكافحة التطرف”. المفارقة أن مشروع “ما بعد الحرب” يبدو كأنه عودة استعمارية بملامح دبلوماسية.
العلاقة بين بلير والسيسي قديمة؛ نسجتها الإمارات منذ عام 2014 عقب الانقلاب على الرئيس مرسي، حين موّلت أبوظبي دور بلير كمستشار سياسي واقتصادي غير معلن لإعادة تأهيل النظام المصري أمام الغرب. وكشفت الغارديان أن تمويله جاء مباشرة من صندوق إماراتي إلى معهد توني بلير للتغيير العالمي الذي تحوّل إلى ذراع ناعمة للنفوذ الإماراتي في المنطقة.
اليوم، يُعاد تدوير بلير بوجهٍ دبلوماسي جديد، لكن برسالة قديمة: إقصاء المقاومة وتكريس نموذج الحكم الأمني المطبَّع. وبينما يرى الفلسطينيون فيه رمزًا للاستعمار الحديث، تراه القاهرة وأبوظبي رجل المرحلة… أو بتعبير أدق: المفوّض السامي الجديد للشرق الأوسط.

