هكذا يبدأ موسم الزيتون في الضفة الغربية؛ فلاح فلسطيني يخرج إلى أرضه ليقطف بركة الموسم، فيعود مثقلًا بالإصابات بدل الزيتون. المستوطنون يعيثون فسادًا، يقتلعون الأشجار، يحرقون الحقول، ويسرقون المحصول تحت حماية جيشٍ لا يكتفي بالصمت بل يشارك في الجريمة بالصمت والرصاص.
وفي الوقت الذي يختبئ فيه جيش الاحتلال خلف المستوطنين، تتوارى أجهزة أمن محمود عباس خلف ذريعة “مناطق ج”، وكأنها مناطق محرّمة على السلطة. لكنّ العجب أن هذه الأجهزة نفسها لا تجد حرجًا في اقتحامها عندما يكون الهدف أحد المقاومين المطاردين.
محمود عباس لا يهاجم من يقتلع الزيتون، بل من يدافع عنه. يصمت أمام المستوطنين ويصرخ في وجه المقاومين، في مشهد يعكس انحراف البوصلة وتحول السلطة إلى حارسٍ لراحة المحتل بدل أن تكون درعًا لشعبها.
ورغم هذا التواطؤ، يبقى الفلسطيني واقفًا في حقله، يواجه بعزيمة من لا يملك إلا حجارته وزيته وصموده. في كل مرة تُقتلع فيها شجرة، تنبت أخرى تقول للعالم: في فلسطين، الزيتون لا يُقطف فقط… بل يُقاوَم.

