ضجة غير مسبوقة تهزّ إسرائيل، بعدما خرج آلاف من اليهود الحريديم إلى شوارع القدس، يقطعون الطرق ويرشقون الشرطة بالحجارة رفضًا لقرار المحكمة العليا بإجبارهم على الخدمة العسكرية. هتافاتهم كانت صادمة: “الجيش أسوأ من الموت” و”نذهب إلى السجن ولا نذهب إلى الجيش”.
الحريديم الذين يمثلون نحو 13% من سكان إسرائيل يتمسكون بعزلتهم الدينية، معتبرين أن التجنيد تهديد مباشر لنمط حياتهم القائم على دراسة التوراة والابتعاد عن المجتمع العلماني. لكن قرار المحكمة العليا في يونيو 2024 أجبر الحكومة على تطبيق القانون، وهدد بوقف المساعدات المالية عن كل من يرفض الخدمة.
النتيجة: انفجار في الشارع الإسرائيلي. فالدولة التي تتباهى بقوتها العسكرية، تقف عاجزة اليوم أمام جماعة ترفض أوامرها وتفرض شروطها. أما نتنياهو، الغارق في تحالفاته السياسية، فيحاول تهدئة الأحزاب الدينية التي تهدده بإسقاط الحكومة إن تمسّ إعفاءات الحريديم.
هكذا تتكشف هشاشة المشروع الصهيوني من الداخل؛ كيانٌ بنى نفسه على القمع والسيطرة، لكنه يعجز عن ضبط أبنائه. يتآكل من داخله قبل أن يسقط من الخارج… والجيش الذي طالما استخدم لإخضاع الفلسطينيين، بات عاجزًا عن إخضاع الحريديم في قلب القدس.

