تقرير إسرائيلي جديد كشف الوجه الخفي للتطبيع عبر بوابة الدين، بطله الحاخام الأميركي مارك شناير، الذي يقدّم نفسه كـ“رسول السلام” بينما هو في الحقيقة عرّاب التطبيع. الرجل الذي يُعرف بلقب “حاخام الملوك” يتنقّل بين القصور الخليجية بصفة “مستشار روحي”، لكنه يعترف صراحة بأنه زرع بذور اتفاقيات أبراهام، مؤكدًا أن التطبيع لم يولد من السياسة بل من ترويض الوعي باسم الدين.
في الإمارات، وجد شناير الأرض الخصبة لمشروعه؛ معابد تُفتح وشعارات “التسامح” تُرفع، فيما تُغلق أبواب القدس وتُخنق هوية فلسطين تحت لافتة “الحوار بين الأديان”. أما في السعودية، فالأمر يتجاوز الرمزية؛ فالحاخام يؤكد أن محمد بن سلمان أخبره بأن التطبيع جزء من رؤية 2030، ليُباع الدين في سوق التنمية ويُغطّى التحالف مع الاحتلال بشعار “الانفتاح والإصلاح”.
ويتباهى شناير اليوم بأن الموجة القادمة ستشمل السعودية وإندونيسيا وباكستان وسوريا ولبنان، في مشروعٍ كامل الملامح هدفه غسل وجه الاحتلال بماء “التسامح” وتحييد الإسلام عن قضيته المركزية.
الخطر لا يكمن في شناير وحده، بل في البيئة التي تسمح له بالتحرك باسم الدين لتبرير الخيانة. فالرجل ليس مجرد حاخام؛ إنه رمز لعصر يبيع الإيمان في مزاد السياسة، يقدّم الاحتلال بوجه روحاني، بينما تبقى الحقيقة صلبة لا تتغيّر: لا سلام مع قاتل، ولا دين مع محتل، ولا تسامح على دماء فلسطين.

