في مشهدٍ أشبه بأفلام الحروب لا نشرات الأخبار، تحوّلت مدينة إردينغ البافارية إلى ساحة معركة حقيقية بين الجيش والشرطة الألمانية — الطرفان من الدولة نفسها. نعم، في ألمانيا، بلد الانضباط والبيروقراطية الدقيقة، أطلقت الشرطة النار على الجيش!
القصة التي كشفتها صحيفة “بيلد” بدأت حين كان الجيش يجري مناورات ضخمة باسم “Marshal Power 2025” بمشاركة نحو 500 جندي. خلال التدريب، شاهد بعض السكان رجالًا مسلحين بأقنعة فظنّوا أن الأمر هجوم إرهابي، فسارعوا بإبلاغ الشرطة.
الشرطة هرعت إلى المكان، لكنّ الجنود ظنّوا أنها جزء من التمرين… فأطلقوا طلقات تدريبية، لتردّ الشرطة برصاصٍ حيّ ظنًّا منها أن الجنود إرهابيون حقيقيون. النتيجة: إصابة جندي برصاصة في وجهه، والكارثة أن الشرطة لم تُبلَّغ أصلًا بوجود المناورات.
المشهد العبثي دفع صحيفة بيلد لوصف الحادثة بأنها “الفضيحة الأكثر سخرية في تاريخ التدريب العسكري الألماني”، خاصة أن المناورة كانت تهدف لاختبار قدرة الجيش على مواجهة الطوارئ — لكنها انتهت بصنع طارئة حقيقية.
حادثة إردينغ تكشف هشاشة التنسيق داخل أقوى جيوش أوروبا، وتطرح سؤالًا مرعبًا:
إذا كان الجيش والشرطة في ألمانيا لا يفرّقان بين المناورة والمعركة… فكيف سيتعاملان مع خطرٍ حقيقي؟

