وثائق وشهادات أمريكية جديدة تفضح ما كان يُهمس به طويلاً: العدالة في واشنطن تُقاس بمصالح تل أبيب، لا بمعايير الحق.
العقيد الأمريكي المتقاعد ستيف غابافيكس كشف لصحيفة نيويورك تايمز أن إدارة بايدن خفّفت نتائج التحقيق في استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة لإرضاء الاحتلال الإسرائيلي.
غابافيكس، الذي شارك ميدانيًا في التحقيق، أكّد أن الجندي الإسرائيلي كان يعلم أنه يطلق النار على صحفيين، لكن الخارجية الأمريكية أصرّت على وصف الحادثة بأنها “ظروف مأساوية” — جملة لغوية لتبرئة رصاصةٍ قاتلة.
وقال إن رئيسه آنذاك، مايكل فينزل، حذف من التقارير كل ما يُدين إسرائيل، وضغط لتليين النصوص قبل نشر البيان الرسمي في يوليو 2022، حتى “لا تُغضب واشنطن حليفتها المدلّلة”.
التحقيق الأصلي أشار بوضوح إلى أن شيرين أُصيبت برصاصة مباشرة في الرأس من موقع عسكري إسرائيلي واضح أثناء تغطيتها اقتحام جنين. لكن عندما وصل التقرير إلى الخارجية، انقلبت الحقائق، وتحوّلت الجريمة إلى “حادث مأساوي”.
بين الرصاصة التي أطفأت صوت شيرين، والبيان الذي غسل يد القاتل، دُفنت العدالة مرّة أخرى تحت ركام النفاق الأمريكي.
وإذا كانت واشنطن تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، فإن هذه الحادثة تفضح حقيقتها: عدالة تبرّر القتل إذا كان القاتل حليفًا… والضحية فلسطينية.

