رحل الرجل الذي جعل من العلم منبرًا للدعوة، ومن القرآن مختبرًا مفتوحًا لأسرار الكون. زغلول النجار، الصوت الذي لم يخشَ سلطانًا ولم يُداهن حاكمًا، صدح على الهواء منتقدًا الجيوش التي تشتري سلاحها لقمع شعوبها، وقال ما لم يجرؤ أحد على قوله.
من قرية صغيرة بالغربية إلى معامل جامعة القاهرة وقاعات ويلز البريطانية، ومن جامعات الخليج إلى منابر الدعوة حول العالم، ظل النجار يربط بين الذرة والآية، بين الجبل والنبوة، وبين الكون والوحي، مؤسسًا مدرسة كاملة في الإعجاز العلمي.
كتب عشرات الكتب وألقى مئات المحاضرات، حتى صار موسوعة تمشي على الأرض، تفتح أمام العقول أبواب فهم الدين بلغة العصر، رائدًا في ربط العلم بالرسالة، وفي كشف حقائق الكون كدليل على عظمة الخالق.
اليوم يغيب جسده، لكن صدى صوته يبقى شاهدًا على عالم لم يُساوم، وداعية رأى في العلم طريقًا للإيمان، وفي الصمت خيانةً للحقيقة. زغلول النجار رحل، لكن إرثه سيستمر في إيقاظ العقول وربط الإيمان بالعلم لأجيال قادمة.

