خلف جدران مغلقة وستائر سميكة في قلب الرياض، تدور قصة لا تشبه ما يُعرض في المهرجانات الرسمية. نساء سعوديات يرقصن على أنغام الموسيقى الشرقية بخوفٍ يرافق كل خطوة، في حصصٍ سرّية تُقام بعيدًا عن العيون وحتى عن أقرب أفراد العائلة.
منذ سنوات، كان مجرد ذكر الرقص الشرقي في السعودية كفيلًا بإثارة الصدمة والعقاب، لكنه اليوم بات ممكنًا بشرط أن يبقى في الظل، بلا أسماء ولا وجوه. تقول إحدى المشاركات: “نحن شعب محافظ حتى وإن كنا بلا حجاب، الرقص فن جميل لكنه مثير، ولن يتقبله أهلي أو زوجي أبدًا”.
وكالة “فرانس برس” احتاجت شهورًا لتدخل تلك الصالات السرّية، حيث الهواتف ممنوعة والوجوه مخفية والقلوب خائفة من لقطةٍ قد تُنشر فتقلب الحياة رأسًا على عقب. مشهدٌ يلخّص التحوّل الاجتماعي الذي تعيشه المملكة تحت سياسة الانفتاح السريع.
فبينما تُفتح الصالات للرقص وتُضاء المسارح باسم الحرية، تُغلق الأفواه عن الكلام وتُطفأ الحقيقة في الزنازين. حريةٌ مُعلّبة تُباع للشعب كأفيونٍ جديد — حريةٌ للرقص لا للفكر، وللهتاف في الحفلات لا للاعتراض في الشوارع.

