وطن – أفادت وسائل إعلام عبرية بأن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات (STC) تواصل مع تل أبيب متعهّدًا بالاعتراف بإسرائيل في حال تحقق هدفه المتمثل في إقامة دولة مستقلة وانفصالية في جنوب اليمن.
ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية (KAN)، دعا المجلس الانتقالي الجنوبي إسرائيل إلى دعم “الاستقلال” في جنوب اليمن، مشيرًا إلى أن هذا الدعم من شأنه أن يعزز أجندة مشتركة بين الطرفين.
حماية طرق الملاحة في خليج عدن وباب المندب
ونقلت “كان” عن مصدر دبلوماسي مقرّب من المجلس الانتقالي قوله إن الدعم الإسرائيلي للقضية الانفصالية في جنوب اليمن يمكن أن يسهم في “حماية طرق الملاحة في خليج عدن وباب المندب، إضافة إلى مكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية إلى أنصار الله والخلايا الإرهابية المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين التي تتعاون مع صنعاء”.
وأضاف المصدر أن المجلس الانتقالي بحاجة إلى دعم إسرائيلي في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية من أجل تشكيل “دولة جديدة”، مؤكدًا أن الجانبين يتقاسمان “أعداء مشتركين”.
وأعلن المجلس الانتقالي في 15 ديسمبر بدء عملية عسكرية جديدة في محافظة أبين جنوب اليمن، لتشديد قبضته على الجنوب.
وخلال الأسابيع الأخيرة، سيطرت قوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات على محافظتَي حضرموت والمهرة، واستولت على القصر الرئاسي في مدينة عدن الجنوبية، حيث يتواجد كل من المجلس الانتقالي ومجلس القيادة الرئاسي المدعوم من السعودية منذ عدة سنوات.
وأدى ذلك إلى انسحاب القوات السعودية من عدن، فيما دعت الرياض إلى انسحاب فوري لقوات المجلس الانتقالي من المناطق التي سيطرت عليها، وهو طلب رفضته الجماعة المدعومة من الإمارات خلال المفاوضات الأسبوع الماضي.
وبات المجلس الانتقالي يسيطر فعليًا على معظم الأراضي التي تشكل الدولة الانفصالية المنشودة ضمن حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة قبل عام 1990.
المجلس الانتقالي أرسل وفودًا مؤخرًا للقاء مسؤولين إسرائيليين
وبحسب تقرير نشرته صحيفة The Times الأسبوع الماضي، أبلغ المجلس الانتقالي دبلوماسيين غربيين أن البلاد “لن تتوحد مجددًا أبدًا.”
وكشف التقرير كذلك أن المجلس الانتقالي أرسل وفودًا مؤخرًا للقاء مسؤولين إسرائيليين ومناقشة “قضيتهم المشتركة” مع تل أبيب. ولم يكن تقرير “كان” الأول الذي يكشف عن اتصالات بين إسرائيل والمجلس الانتقالي.
وفي ديسمبر 2023، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر مقرّب من المجلس الانتقالي قوله إن إسرائيل ستحصل على “شريك في القتال ضد أنصار الله” إذا ما اعترفت بطموحات المجلس الانفصالية.
تشهد الرياض وأبو ظبي خلافات حادة
وكانت الإمارات شريكًا رئيسيًا في الحرب التي قادتها السعودية ضد اليمن وضد حكومة صنعاء التي يقودها أنصار الله، والتي بدأت عام 2015.
ورغم ذلك، تشهد الرياض وأبو ظبي خلافات حادة في السنوات الأخيرة حول السيطرة والنفوذ في اليمن. ويتهم منتقدون البلدين بالسعي إلى تقسيم اليمن بغرض السيطرة على موارده الطبيعية وموانئه الاستراتيجية ضمن مناطق نفوذهما المختلفة.
ومنذ اندلاع الحرب، أقامت الإمارات وإسرائيل وجودًا مشتركًا على الجزر المحيطة باليمن.
وفي عام 2023، كانت السعودية والحكومة التي يقودها أنصار الله في صنعاء على وشك التوصل إلى اتفاق سلام، إلا أن الاتفاق لم يُستكمل أو يُنفّذ، ولا تزال القوات السعودية تقصف محافظة صعدة ومناطق حدودية أخرى.
ومع ذلك، أدى مسار السلام إلى وقف هجوم واسع كانت قوات أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية (YAF) تستعدان له على محافظة مأرب، وهو الهجوم الذي كان من شأنه أن يقرّب قوات صنعاء من حدود حضرموت وشبوة.

وبحسب تقارير، اتخذ المجلس الانتقالي موقفًا حازمًا ضد المحادثات الجارية آنذاك بين السعودية وأنصار الله.
حشد ما يصل إلى 20 ألف جندي مدعومين من السعودية
وبعد بدء تقدم المجلس الانتقالي في مناطق اليمن قبل عدة أسابيع، دعت القوى القبلية المدعومة من السعودية إلى “جميع أشكال المقاومة” ضد الميليشيا المدعومة من الإمارات.
ووفقًا لصحيفة The Guardian، يجري حشد ما يصل إلى 20 ألف جندي مدعومين من السعودية على الحدود، كما تتراجع القوات المدعومة من المملكة عن مواقعها في عدن وتعيد انتشارها في مناطق أخرى.
وتدعم الرياض تحالفًا قبليًا من الفصائل المسلحة يُعرف باسم “قوات حماية حضرموت”، كما تساند حزب الإصلاح المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا – مجلس القيادة الرئاسي.
ورغم الخلاف القائم بين مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي، فإن بينهما روابط وثيقة، إذ يشغل عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، منصب رئيس المجلس الانتقالي.
وقال عبدالرزاق الهجري، الأمين العام لحزب الإصلاح: “نأمل أن يتم حل هذا الأمر سلميًا، لكن ما حدث في حضرموت تطور خطير وله تأثير سلبي على مؤسسات الدولة الشرعية. لقد غزت قوى غير نظامية لا تخضع لسيطرة الدولة محافظات مستقرة وآمنة، مما جعل الأوضاع فوضوية بالكامل. السعودية مصممة على أن تغادر هذه القوات وتعود إلى مواقعها الأصلية. إن الحكومة الشرعية تتعرض للتفكك، والمستفيد الوحيد من تصاعد هذه الانقسامات هم الحوثيون”، مضيفًا أن أنصار الله “لا يرون اليمنيين كشعب، بل كعبيد.”

