في زمن تختلط فيه السياسة بالدين ويغيب فيه صوت الحقيقة، خرج الحاخام ديفيد فيلدمان ليقف منفردًا عكس التيار، متحديًا آلة الصهيونية ودعايتها التي تحاول تلويث الدين باسم القوة والسلاح. موقفه لم يكن رمزيًا ولا عابرًا، بل مواجهة مباشرة مع سردية تخلط الإيمان بالاحتلال.
فيلدمان، المنتمي إلى منظمة «ناطوري كارتا» اليهودية المناهضة للصهيونية، شدّد على أن اليهودية الحقيقية ديانة تقوم على السلام والعدل، لا على القتل والتهجير. وكشف بوضوح الفارق بين عقيدة دينية قائمة على القيم الروحية، ومشروع سياسي استغل الدين لتبرير إبادة الفلسطينيين وسرقة أراضيهم وفرض واقع استعماري بالقوة.
مواقف الحاخام تمثل، وفق متابعين، دعوة صريحة للشباب اليهودي داخل إسرائيل إلى الوعي وكسر دائرة الصمت، والابتعاد عن المشاركة في آلة القتل. دعوة لمواجهة الظلم بالمعرفة والقيم، لا بالخوف أو التواطؤ أو الانخراط الأعمى في خطاب الدولة.
وفي كل ظهور له، يرفع ديفيد فيلدمان شعلة الحقيقة، مذكّرًا بأن الجرائم السياسية لا يمكنها تلويث الإيمان، وأن الوقوف في وجه الظلم واجب أخلاقي لا خيارًا. ويؤكد أن الشجاعة الحقيقية ليست في حمل السلاح، بل في قول الحقيقة، حتى في مواجهة الدولة، وحتى تحت ضغط الدعاية العالمية.

