الحاخام يعقوب هرتسوغ… حاخام المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية.
نعم، العنوان رسمي وليس سخرية. الرجل وصل إلى المطار بتأشيرة سارية، وبقلب مفعم بالحب وولاء «غير مشروط»، وحقيبة مليئة بعبارات الشكر. لكن الترحيب تأخّر، والبوابة أُغلقت، وتم منعه من الدخول: لا سبب، لا تفسير، ولا حتى «نعتذر عن الإزعاج».
الواقعة بدت صادمة في تفاصيلها. هرتسوغ مُنع من دخول المملكة رغم اكتمال أوراقه، وتوقّف المشهد عند الجوازات بلا توضيح رسمي. لا بيان، لا شرح، فقط قرار إداري حاسم أنهى الرحلة قبل أن تبدأ، وترك العنوان الكبير معلّقًا بلا غطاء عملي.
المفارقة جاءت بعد ذلك. الحاخام لم يغضب، لم يحتجّ، لم يسأل عن الكرامة أو الصفة التي يحملها. على العكس، كتب بيانًا أطول من التأشيرة، وأثقل من الختم، وأكثر انحناءً من بوابة الوصول. أكّد ولاءه، وجدّد حبه، شكر القيادة، وأثنى على النظام، وأقسم أن العدل قادم… رغم أن العدل نفسه أوقفه عند الجوازات.
المشهد عبثي بكل المقاييس: تُمنع من الدخول فتردّ بالشكر، تُقصى بلا سبب فتعلن الإخلاص، تُغلق الأبواب في وجهك فتقبّل الجدار. هكذا اختار الحاخام أن يعبّر عن أسفه بعبارات المديح في وليّ العهد، الذي غضب من حاخامه هذه المرة، فمنعه من الدخول.
اقرأ أيضاً:










