حين تعثرت الإمارات في حضرموت، لم تُلغِ مشروعها، بل غيّرت بوصلته. ما فعلته إسرائيل في الصومال لا يُفهم إلا كجزء من مشروع واحد متحرك بين الساحات، ضمن أجندة مشتركة مع أبوظبي. الإمارات لم تتراجع في اليمن لأنها اقتنعت بالحل، بل لأنها اصطدمت بسقف سعودي صلب، مواجهة مباشرة لا تستطيع تحمل كلفتها الآن، فاختارت الهروب إلى الأمام… لكن من ساحة أخرى.
من #حضرموت إلى #الصومال.. مخطط صهـ.يوني يُدار من #أبوظبي !!#الإمارات لم تتراجع في #اليمن لأنها اقتنعت بالحل.. بل لأنها اصطدمت "بسقف سعودي صلب" ومواجهة مباشرة لا تملك كلفتها الآن.. فكان الخيار القديم المتجدّد: الهروب إلى الأمام، لكن من ساحة أخرى!
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) December 27, 2025
محمد بن زايد غير القادر على… pic.twitter.com/finerGNKDd
هنا جاء دور إسرائيل: الاعتراف بأرض الصومال لم يكن قرارًا سياديًا مستقلًا، ولا اندفاعًا دبلوماسيًا عشوائيًا، بل أداة ضغط محسوبة تُستخدم حين تضيق الخيارات. الرسالة لم تُوجَّه إلى مقديشو، بل إلى الرياض: «باب المندب» ورقة مفتوحة، والقرن الإفريقي مساحة مناورة… فمن يُغلق عليه البر يفتح البحر.
محمد بن زايد، غير القادر على الصدام المباشر مع الرياض، طلب دعمًا من نتنياهو، فقدمته إسرائيل خطوة رمزية في الصومال، كتعويض عن تعثّر المشروع اليمني وتحريك جبهة جديدة بلا تكلفة إماراتية مباشرة. الاعتراف الإسرائيلي بما يُسمى «أرض الصومال» لم يكن مبادرة مستقلة، بل خطوة مدروسة ضمن تناغم كامل مع الإمارات. أبوظبي تتراجع تكتيكيًا، تل أبيب تتقدّم سياسيًا، والمخطط واحد: تفكيك بدل استقرار، وضغط غير مباشر بدل مواجهة خاسرة.
اليمن والصومال ليسا ساحتين منفصلتين، بل جبهتان تُدار عليهما صراعات بالوكالة. الإمارات في الواجهة، وأجندة الاحتلال تتحرك من الخلف، بأدوات أقل كلفة وأكثر خفاءً، لتحريك نفوذها في المنطقة بلا مواجهة مباشرة، وضمان مكاسب استراتيجية على أكثر من محور.
اقرأ أيضاً:










