ما يجري على الحدود الإثيوبية – السودانية ليس مجرد تحركات عابرة، بل سباق صامت نحو الحرب، تُرسم ملامحه بالمدارج الترابية وتحسم معادلاته بالمسيّرات والطائرات الثقيلة. في جنوب شرق السودان، وتحديدًا في يابوس، يمتد مدرج ترابي بهدوء أكثر من 400 متر خلال أشهر ليصل طوله إلى 1.35 كيلومتر، لا يستقبل مدنيين، ويشتبه أنه منصة إطلاق للمسيّرات على بعد 2.3 كيلومتر فقط من الحدود الإثيوبية.
على الجانب الآخر، مطار أسوسا الإثيوبي يشهد تحركات غير مسبوقة، مع هناجر جديدة ومباني إضافية وتحديثات تفوق أي استخدام مدني بريء. طائرات شحن ثقيلة، يُرجح أنها من طراز Hercules، تظهر فجأة في أوقات محسوبة، بتاريخ 26 أغسطس، 15 سبتمبر و22 أكتوبر، في رسالة واضحة: هذه ليست مجرد تطوير، بل تهيئة لمسرح عمليات عسكري.
مصادر سودانية رفيعة تكشف أن الجيش يتحسّب لهجوم وشيك تخطط له قوات الدعم السريع وحلفاؤها، يستهدف الكرمك وقيسان في إقليم النيل الأزرق، مع فتح مناطق داخل إقليم بني شنقول لتدريب مقاتلي الدعم السريع، وتقارير عن معسكر ضخم قد يستوعب 10 آلاف مقاتل، بينهم مرتزقة أجانب، بدعم لوجستي يصل من بربرة ومومباسا.
النتيجة المحتملة؟ النيل الأزرق وسد الروصيرص، قلب الطاقة السودانية، على المحك، ومسار إمداد مفتوح للدعم السريع بلا كوابح، بينما إثيوبيا تراقب تحركات قرب سد النهضة. ما يُرسم في يابوس ويجهّز في أسوسا ليس دفاعًا، بل تمهيد لمعركة، ويبدو أن جبهة النيل الأزرق قد تكون الفصل القادم في حرب السودان المفتوحة.










