غزة – وطن – مع إعلان حركة حماس رسميًا استشهاد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في قطاع غزة، طُويت عمليًا صفحة من الشائعات التي راجت خلال الأشهر الماضية، وزعمت وجوده خارج فلسطين، ولا سيما في قطر.
اقرأ أيضاً:
اللافت، وفق متابعين، أن الحسابات التي روّجت تلك الادعاءات سابقًا التزمت الصمت الكامل عقب الإعلان، دون أي تعليق أو مراجعة أو اعتذار، ما اعتُبر دليلًا إضافيًا على زيف الرواية التي جرى تسويقها آنذاك.
تغريدات قديمة… وسردية سقطت بالوقائع
التغريدات التي أُعيد تداولها اليوم تعود إلى فترات سابقة، ونُشرت في سياق حملات منظمة هدفت إلى:
- التشكيك في وجود أبو عبيدة داخل غزة
- تصويره كشخص منفصل عن الميدان
- ضرب رمزيته المعنوية كمخاطب للجمهور الفلسطيني والعربي
غير أن الإعلان الرسمي عن استشهاده داخل القطاع، وفي سياق عدوان عسكري، نسف تلك الادعاءات من أساسها، وحوّلها من “مزاعم” إلى مواد موثقة في خانة التضليل الإعلامي.
الصمت بدل المواجهة
يرى مراقبون أن صمت مروّجي تلك التغريدات اليوم ليس تفصيلًا عابرًا، بل يعكس أحد نمطين:
- إما إدراكهم أن الوقائع أسقطت روايتهم بالكامل
- أو العجز عن تبرير سردية ثبت عدم صحتها
وفي الحالتين، فإن الامتناع عن التعليق أو التوضيح يُعد، مهنيًا، إقرارًا ضمنيًا بزيف ما نُشر سابقًا.
استهداف الوعي لا الأشخاص
بحسب مختصين في الإعلام الرقمي، فإن الهدف من تلك الحملات لم يكن شخص أبو عبيدة بحد ذاته، بل:
- ضرب الثقة بالخطاب المقاوم
- إحداث فجوة نفسية بين الجمهور ورموزه
- نقل المعركة من الميدان إلى الوعي
ويشيرون إلى أن هذا الأسلوب يعتمد على التراكم، حيث تُزرع الشائعة مبكرًا، ثم يُعاد إحياؤها عند كل مفصل سياسي أو عسكري، حتى وإن ثبت بطلانها لاحقًا.
الحقيقة التي ثبتت اليوم
إعلان استشهاد أبو عبيدة في غزة:
- أكد وجوده داخل القطاع
- دحض روايات الإقامة الخارجية
- كشف الطابع الدعائي للتغريدات القديمة
كما أعاد التأكيد على أن كثيرًا مما يُتداول في فضاء التواصل الاجتماعي، خاصة في أوقات الصراع، لا يهدف إلى نقل الحقيقة بقدر ما يسعى إلى تشكيلها.










