في مشهدٍ جديد من تحوّلات السياسة الأمريكية، تبرز امرأةٌ تحمل اسماً عربياً وصوتاً مختلفاً لتصنع التاريخ: غزالة هاشمي، عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية التي هزمت المحافظ جون ريد، لتصبح أول هندية الأصل وأول امرأة مسلمة تتولى منصباً على مستوى الولاية في تاريخ فرجينيا، بل في تاريخ الولايات المتحدة.
هاشمي، المهاجرة من الهند قبل عقود، شقّت طريقها من التعليم إلى العمل العام بخطابٍ بسيط ومقنع، بعيد عن الشعارات الكبرى. تحدّثت عن التعليم، والصحة، والعدالة، وكرامة المهاجرين، فلامست وجدان الناخبين وقدّمت نموذجاً لسياسةٍ قريبة من الناس لا من المصالح.
فوزها لم يكن سياسياً فقط، بل رمزياً وإنسانياً، لأنه كسر احتكار الرجال البيض للمشهد الأمريكي وأثبت أن الإيمان لا يناقض الديمقراطية، بل يمنحها بعداً أخلاقياً جديداً. كانت معركتها معركة أعصاب حتى اللحظة الأخيرة، لكنها خرجت منها بنصرٍ تجاوز حدود فرجينيا.
واليوم، وهي تؤدي القسم في مبنى الكابيتول، لا تمثل حزباً أو ولاية فحسب، بل تمثل آلاف النساء المسلمات والمهاجرات اللواتي رأين في فوزها مرآةً لأحلامهن. غزالة هاشمي لم تفز بمنصبٍ فحسب، بل انتصرت لهويةٍ تؤمن بأن الحلم الأمريكي ما زال ممكنًا… لمن يجرؤ على خوضه.

