ليس كل ما يقلق إسرائيل يُقال في البيانات الرسمية. أحيانًا يكفي اجتماع واحد أو تقرير قصير في معهد أمني ليفضح ما يدور خلف الكواليس. هكذا قرأت تل أبيب التقارب السعودي ـ القطري، معتبرة أنه لم يعد أمرًا مريحًا ولا عابرًا في الحسابات الإسرائيلية.
اللقاء الأخير بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد، لم يُنتج اتفاقيات فقط، بل أطلق مسارًا كاملًا من التنسيق وربط المصالح واستقلال القرار. هذا ما خلص إليه تقرير صادر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، الذي رأى أن المشكلة لا تتعلق بالأرقام أو المشاريع بقدر ما تتعلق بالتوقيت والسياق.
ووفق التقرير، يتسارع هذا التقارب في لحظة تتراجع فيها رهانات التطبيع، وتعود فيها فلسطين إلى مركز النقاش العربي بعد حرب غزة. كما أشار إلى أن الرياض والدوحة تتحركان اليوم بثنائية مختلفة: قطر بخبرة الوساطة وفرض الحضور، والسعودية بثقل القرار، ما يعني وزنًا سياسيًا لا يمر تلقائيًا عبر واشنطن ولا يُدار وفق الإيقاع الإسرائيلي.
حتى المشاريع الاقتصادية، مثل مشروع السكك الحديدية، لم تسلم من القراءة السياسية الإسرائيلية. فالمعهد يرى فيه ربطًا طويل الأمد يصعب فكه، ويحوّل التقارب من خيار قابل للتراجع إلى واقع ثابت. تحولات كبرى تجعل مسار التقارب السعودي ـ القطري يحمل دلالات مقلقة للاحتلال الإسرائيلي، ولأطراف أخرى أيضًا.

