في مشهد عبثي كامل الأركان، وقف دونالد ترامب، الرئيس الذي قصف أكثر من أي قائد أمريكي في التاريخ، يشتكي ويتحسّر، ويقول: لم أنل جائزة نوبل للسلام. مايكروفون مفتوح، وجلسة خاصة مع بنيامين نتنياهو، وترامب يعدد ما يسميه “إنجازاته السلمية”، ويتحدث عن حروب قال إنه “أوقفها”.
لكن الأرقام لا تكذب. ترامب قصف تسع دول: أفغانستان، العراق، سوريا، اليمن، ليبيا، الصومال، باكستان، إيران، ونيجيريا. آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، ومع ذلك… يريد السلام ميدالية على صدره، وصورة في سجل نوبل.
ولأن نوبل لم تأتِ، قرر نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية تعويضه: جائزة إسرائيل، وسبقها “جائزة فيفا للسلام”. سخرية العالم لم تكن كافية، وهذا هو “رئيس السلام” الذي دعم حرب إبادة في غزة، أكثر من 250 ألف ضحية بين شهيد وجريح ومفقود، ومليونان تحت القصف والجوع والتهجير.
ترامب يمدح نتنياهو، يدافع عنه، ويتدخل لحمايته من المحاسبة. السلام هنا ليس وقف الدم، بل مكافأة من يريقه. في عالم مقلوب، القصف بطولة، والإبادة إنجاز، والسلام جائزة لمن لم يترك بلدًا إلا وترك فيه نارًا.
اقرأ أيضاً:










