غزة تُقصف والمرحلة الثانية من الاتفاق تتأرجح..
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) December 20, 2025
هذا هو المشهد الآن على الأرض وما يجري خلفه أكثر خطورة.. التوقيت ليس صُدفة ففي غـ.زة كل تصعيد ميداني يسبق قرارًا سياسيًا، وكل تلاعب لإفساد الاتفاق يُفتتح بالقصف! pic.twitter.com/NXawqCCkNO
قصفٌ إسرائيلي جديد استهدف مدنيين نازحين في حيّ التفاح شرق مدينة غزة، حيث تحوّل مركز مدني كان يُستخدم لإيواء عائلات هربت من الإبادة، خلال دقائق، إلى موقع جديد لسقوط الضحايا. ستة مدنيين استشهدوا، وعدد من الجرحى تُركوا ينزفون دون إسعاف، بعدما منع الاحتلال طواقم الإنقاذ من الوصول إلى المكان.
المشهد تكرارٌ بات مألوفًا لسياسة احتلال لا يكتفي بالضربة الأولى، بل يستكملها بحرمان المصابين من فرصة النجاة. استهداف، ثم حصار، ثم موت بطيء، في معادلة تُدار بدم بارد، وتكشف طبيعة جريمة لا تتوقف عند القصف بل تمتد إلى ما بعده.
لكن ما يجري على الأرض لا ينفصل عن ما يُرسم في السياسة. التوقيت ليس صدفة، ففي غزة كل تصعيد ميداني يسبق قرارًا سياسيًا، وكل محاولة لإفساد اتفاق تُفتتح بالقصف. الاحتلال لا يتعامل مع التهدئة كالتزام، بل كمساحة مؤقتة قابلة للكسر، ولا يرى في الاتفاق مسارًا مُلزمًا، بل ورقة ضغط تُستخدم عند الحاجة.
ما جرى في حيّ التفاح ليس حادثًا معزولًا، بل رسالة ميدانية واضحة: المرحلة الثانية لن تبدأ دون ثمن، وهذا الثمن يُدفع من دم المدنيين. غزة اليوم تواجه معادلة قاسية: قصف يتجدد كلما تعقّد المسار السياسي، واتفاق يُعلّق كلما أراد الاحتلال إعادة فرض شروطه. وفي هذا المشهد، تبقى الحقيقة واحدة: مستجدات غزة لا تُكتب في غرف التفاوض، بل تُفرض بالنار على الأرض.

