كان اختيار مقعدك في الرحلة الجوية فيما مضى خدمة مجانية مشمولة في سعر التذكرة. ولكن ابتداءً من عام 2008، بدأت شركات الطيران في فرض رسوم على المقاعد، وفقًا لصحيفة *USA Today*. وبحلول أواخر العقد الثاني من الألفية، أصبح دفع رسوم إضافية لاختيار المقعد ممارسة شائعة، مع سعي شركات الطيران ذات هوامش الأرباح المحدودة إلى إيجاد مصادر جديدة للإيرادات.
ورغم أن أحدًا لا يفضل دفع مقابل لشيء كان مجانيًا في السابق، فإن رسوم اختيار المقاعد ليست دائمًا صفقة سيئة. ففي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي دفع رسوم معينة لاختيار مقعد محدد إلى تحسين تجربتك في السفر بشكل ملحوظ، بينما في حالات أخرى قد يكون الأمر إنفاقًا غير ضروري. تابع القراءة لتعرف كيف تعمل آلية اختيار المقاعد حاليًا، وكيف يمكنك أن تقرر متى يكون الدفع مقابل المقعد أمرًا يستحق العناء فعلًا.
كما نقدم لك أهم الأخطاء التي يجب تجنبها أثناء السفر.
كيف تعمل آلية اختيار المقاعد في شركات الطيران
تختلف السياسات بين شركة وأخرى، ولكن في المجمل فإن اختيار المقعد أصبح خدمة إضافية مدفوعة، تشبه في طبيعتها رسوم الحقائب أو التأمين. بعد اختيار رحلتك، يمكنك عادة الوصول إلى خريطة المقاعد التي توضح تكلفة اختيار كل مقعد. وفي كثير من الحالات، تكون المقاعد التي تُعتبر أقل جاذبية، مثل المقاعد الوسطى، مجانية، بينما تُفرض رسوم على المقاعد المجاورة للممر أو للنوافذ. أما المقاعد الواقعة عند مخارج الطوارئ أو تلك التي تتمتع بمساحة إضافية للأرجل، فعادة ما تُسعّر بأعلى تكلفة.
هناك بعض الطرق لتفادي دفع رسوم اختيار المقعد. فإذا كنت من أصحاب العضوية المميزة لدى شركة الطيران، قد تتمكن من اختيار مقعدك مجانًا. وينطبق الأمر ذاته إذا كنت قد دفعت سعر التذكرة الأعلى في الرحلة. كما تسمح بعض شركات الطيران باختيار المقاعد مجانًا أثناء عملية تسجيل الدخول، عادة قبل 24 ساعة من موعد الإقلاع، ولكن في هذه الحالة تكون معظم المقاعد الجيدة قد تم حجزها مسبقًا.
متى يكون دفع رسوم المقعد أمرًا يستحق
لكل مسافر تقييمه الذهني الخاص لتكلفة مقابل الفائدة، لكن فيما يلي بعض السيناريوهات التي قد تبرر دفع مبلغ إضافي لاختيار المقعد.
الرحلات الدولية الطويلة
يمكن لمعظم المسافرين تحمّل الجلوس في مقعد غير مريح، حتى لو كان في المنتصف، لبضع ساعات فقط. ولكن إذا كانت رحلتك تمتد عبر المحيط لمدة 8 أو 12 أو حتى 16 ساعة، فإن المقعد الضيق قد يصبح غير مريح إطلاقًا. في مثل هذه الحالات، قد يوفر اختيار مقعد بجانب النافذة قدرًا إضافيًا من الراحة، إذ بالإضافة إلى المنظر الخارجي، غالبًا ما تكون هناك مساحة بسيطة بينك وبين النافذة، أو على الأقل جدار يمكنك إسناد رأسك إليه. وينطبق الأمر ذاته على مقاعد الممر، التي تبدو أكثر اتساعًا لعدم وجود راكب ملاصق يمكنك التحرك بجانبه متى شئت.
الرحلات التي تكون فيها الطائرة ممتلئة بالكامل
إذا كنت مسافرًا على خط مزدحم مثل الرحلات الصباحية المبكرة من لوس أنجلوس (LAX) إلى نيويورك (JFK)، فقد يكون من الأفضل حجز المقعد ودفع ثمنه أثناء شراء التذكرة. وإذا انتظرت حتى فتح نافذة التسجيل قبل 24 ساعة، قد تتمكن من الحصول على مقعد مجاني، لكن الخيارات المتاحة غالبًا ستكون المقاعد الوسطى في مؤخرة الطائرة بالقرب من دورات المياه. ويزداد هذا السيناريو احتمالًا في مواسم الذروة مثل الصيف أو عطلات الشتاء.
السفر مع مرافق أو مع العائلة
في كثير من الأحيان، لا تضمن شركات الطيران جلوس المسافرين معًا مجانًا ما لم يتم دفع الرسوم أو حجز فئة تذاكر معينة. وبالنسبة للأزواج أو العائلات، فإن الدفع مقابل اختيار المقاعد هو الطريقة الأسهل لتجنب التوزيع العشوائي في أماكن متفرقة داخل الطائرة. وإذا كنت تسافر مع أطفال، فربما لن يكون لديك خيار سوى دفع الرسوم لضمان الجلوس بجانبهم.
المقاعد التي قد لا تستحق ثمنها
ليس كل مقعد برسوم إضافية يُعتبر “مميزًا”. فيما يلي بعض أنواع المقاعد التي قد يكون من الأفضل تجنبها.
المقاعد “المفضلة” التي تكون فقط أقرب إلى مقدمة الطائرة
تقوم العديد من شركات الطيران بتصنيف بعض مقاعد الدرجة الاقتصادية على أنها “مقاعد مفضلة” رغم أنها لا توفر مساحة إضافية للأرجل أو راحة أكبر. صحيح أن هناك ميزة النزول من الطائرة بضع دقائق أبكر، وقد يرى بعض المسافرين أن ذلك يستحق تكلفة بسيطة، لكن إن لم تكن لديك رحلة لاحقة ضيقة الوقت، فإن الدفع الإضافي لمجرد الجلوس قرب المقدمة لا يقدم فائدة حقيقية تُذكر.
مقاعد مخارج الطوارئ القريبة من دورات المياه
يختلف تقييم هذا النوع من المقاعد بين المسافرين. صحيح أن مقاعد مخارج الطوارئ توفر مساحة واسعة للأرجل، وأحيانًا أكثر من بعض مقاعد درجة الأعمال على الرحلات الدولية، ولكنها تكون عادة مجاورة لحركة مستمرة من الركاب، فضلاً عن الضجيج أو الروائح المزعجة أحيانًا. كما يتجمع الركاب في هذه المنطقة الإضافية المخصصة للأرجل أثناء انتظارهم لدخول دورة المياه أو لمجرد الوقوف قليلًا. وإذا كانت الراحة والهدوء من أولوياتك، فربما لا تكون هذه المقاعد جديرة بالدفع مقابلها.
المقاعد الوسطى التي تُفرض عليها رسوم
تقوم بعض شركات الطيران بفرض رسوم لحجز المقاعد مقدمًا، حتى إن كانت المقاعد نفسها لا تقدم أي ميزة إضافية. ودفع رسوم لحجز مقعد في المنتصف لا يبدو خيارًا منطقيًا إلا إذا كان السبيل الوحيد للجلوس بجانب مرافقك. وغالبًا يمكن الحصول على المقعد ذاته مجانًا إذا انتظرت حتى وقت تسجيل الدخول.
نُشر هذا المقال لأول مرة على موقع GOBankingRates.com بعنوان: *القواعد الجديدة لاختيار مقاعد الطائرات — ما الذي ينبغي (وما لا ينبغي) دفع ثمنه في عام 2026.*
اقرأ أيضاً: