ليس فيلمًا أو فيديو بالذكاء الاصطناعي، بل واقعُ امرأةٍ مصريةٍ عجزت عن إعالة أبنائها في ظل دولةٍ تقـ.تل شعبها بالبطيء!
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) December 22, 2025
"أميرة" التي وصل صوتُها مصادفةً عبر كاميرا ولحظةِ انكشافٍ قاسية، في ظل نظامٍ لا يرى الفقر ولا يتحرّك إلا حين يُحرجه المشهد.. هناك آلافٌ مثلها لم تخدمهم الظروف… pic.twitter.com/YncSbILywA
ليست فيلمًا ولا فيديو مُفبركًا بالذكاء الاصطناعي، بل واقع امرأة مصرية عجزت عن إعالة أبنائها في ظل دولة تقتل أبناءها ببطء. أميرة حسين، مصرية وقفت أمام الكاميرا لا لتطلب تعاطفًا، بل لتعلن استسلامًا أقسى من الفقر نفسه: عجزها عن إطعام أطفالها الأربعة وحمايتهم من الشارع، في مشهد هزّ الرأي العام وفتح جرحًا اجتماعيًا عميقًا.
أميرة لم تبكِ ولم تطلب صدقة، بل أعلنت هزيمة كاملة أمام الغلاء والجوع والتشرد. طليقها اختفى منذ أكثر من عشر سنوات بلا نفقة أو سؤال، وهي وحدها قاومت ست سنوات متواصلة، تعمل وتتحمّل وتُكابر، إلى أن اصطدمت بإيجار وطرد ونفقات فاقت قدرتها. ومع قانون الإيجار القديم المثير للجدل، وجدت نفسها ضمن المتضررين، محاصَرة بالعجز والخوف على أطفالها.
قصة أميرة انتشرت سريعًا وتحولت من مأساة صامتة إلى قضية رأي عام. وبعد ساعات من استغاثتها، أعلن وزير العمل التواصل المباشر معها وتقديم إعانة عاجلة، والبدء في إجراءات توفير وظيفة بدخل ثابت يُنهي شبح التشرد. كما دخل صندوق الإسكان الاجتماعي على خط الأزمة، مؤكِّدًا متابعة الحالة شخصيًا والتنسيق مع وزارة التضامن لإيجاد حل سكني دائم.
لكن القصة لا تنتهي عند أميرة، فهذه ليست مأساة فردية بل نموذجًا متكررًا. آلاف النساء بلا منصّة ولا كاميرا، يُهزمن يوميًا في صمت، في ظل نظام لا يرى الفقر ولا يتحرك إلا حين يُحرجه المشهد. إذا كانت أميرة قد نجت بالصدفة، يبقى السؤال الأثقل: كم من أمٍّ تُهزم كل يوم دون أن يُسمَع صوتها؟ ومن يُنقذ الباقيات؟
اقرأ أيضاً:

