السعودية تستعد لافتتاح منتجع “ميرافال البحر الأحمر”، المخصص للبالغين فقط، في خطوة تعكس تحولًا سياحيًا انتقائيًا يركز على الرفاه الفاخر أكثر من تغيير الواقع العام. المنتجع، المقرر افتتاحه عام 2026 ضمن مشروع البحر الأحمر، يُقدّم كأول منتجع صحي مخصص للبالغين (+18)، ويقع في جزيرة شُورى، ويضم نحو 180 غرفة وجناحًا وفيلا، مع برامج عافية تشمل اليوغا، التأمل، السبا، والتغذية الصحية.
"ميرافال البحر الأحمر".. #السعودية ولأول مرة في تاريخها تُعلن عن أول منتجع صحي فاخر مخصص "للبالغين فقط".
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) December 27, 2025
الافتتاح في مطلع عام 2026.. ويقع المنتجع على "جزيرة شورى" ويستقبل النزلاء من عمر 18 عامًا فما فوق، ويضم 180 غرفة وجناحًا وفيلا مستوحاة من الطبيعة.. مع برامج "اليوغا والتأمل… pic.twitter.com/Pq7wv9hEIr
لكن أهمية المشروع لا تكمن في تفاصيله الخدمية بقدر ما تكمن في الدلالة السياسية والسردية التي يحملها. السعودية لا تروّج لمنتجع صحي فحسب، بل لتجربة سياحية معزولة ومصممة بعناية لتخاطب الزائر الأجنبي عالي الدخل، بعيدًا عن السياق الاجتماعي الداخلي. تخصيص المنتجع للبالغين فقط، وموقعه في جزيرة مغلقة، يعكس توجهًا نحو خلق مساحات استثنائية تُدار بقواعد مختلفة، دون أي تحول موازٍ في المجال العام أو منظومة الحقوق والحريات.
في هذا السياق، تتحول “العافية” من مفهوم صحي إلى أداة ناعمة لإعادة تسويق الصورة، حيث تُستبدل الأسئلة السياسية والثقيلة بلغة الاسترخاء والرفاه والهدوء، في محاولة لإنتاج سردية جديدة عن المملكة في الإعلام الدولي. المشروع يُقدّم ضمن إطار “رؤية 2030″، لكنه يطرح تساؤلات أكبر عن عمق التحول: هل يعكس منتجع ميرافال البحر الأحمر تحولًا حقيقيًا في بنية المجتمع، أم أنه نموذج فاخر لتحوّل محسوب يظل محصورًا في حدود التسويق الخارجي؟
في النهاية، يبرز “ميرافال البحر الأحمر” كرمز لتوجه سعودي نحو سياحة انتقائية وفاخرة، حيث يصبح الاسترخاء والرفاه واجهة لترويج الصورة أكثر من كونه انعكاسًا لتغيير داخلي ملموس.
اقرأ أيضاً










