متابعة وطن – أعاد ناشطون وحسابات حقوقية تداول مقطع فيديو قديم للدكتور محمد الحضيف، نشره حساب معتقلي الرأي، يظهر فيه الحضيف وهو يطلق تحذيرات مبكرة من سلوكيات دولة الإمارات وسياساتها الإقليمية، وذلك قبل أكثر من عشر سنوات من اعتقاله.
ووفقًا للتعليق المرفق بالفيديو من حساب معتقلي الرأي، فإن السلطات السعودية اعتبرت ما ورد في حديث الدكتور محمد الحضيف «إساءة إلى دولة شقيقة»، ليتم اعتقاله عام 2016، ثم الحكم عليه بالسجن مدة 13 عامًا، لا يزال يقضيها حتى اليوم، رغم أن مجريات الأحداث اللاحقة — بحسب ناشطين — أثبتت صحة كثير مما حذّر منه.
ويظهر الحضيف في الفيديو متحدثًا بهدوء وتحليل سياسي، محذرًا من أن دولة الإمارات «تخوض أدوارًا إقليمية أكبر من حجمها»، وأن انخراطها في ملفات شديدة الحساسية – من اليمن إلى سوريا وغيرها – لا يعرّضها وحدها للخطر، بل يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
وأشار إلى أن الإمارات، بوصفها دولة حديثة الاستقلال نسبيًا، ذات تجربة سياسية محدودة، لا تحتمل رهانات استراتيجية كبرى، محذرًا من أن أي «طوفان إقليمي» لن يميّز بين دولة كبيرة أو صغيرة.
وفي جانب لافت من حديثه، انتقد الدكتور الحضيف سياسة الإقصاء التي تنتهجها بعض الدول تجاه التيارات الإسلامية، مؤكدًا أن محاولة «إلغاء الإسلام السياسي» وهم سياسي، وأن التعامل معه يجب أن يكون عبر السياسة والتفاوض لا عبر المقاربات الأمنية الصفرية.
واستشهد بالتجربة اليمنية، مشيرًا إلى أن القوى الإسلامية شكّلت جزءًا من المعادلة الميدانية، وأن تجاهلها أو محاربتها أدى إلى تعقيد المشهد، بدل حلّه. كما لفت إلى أن الذكاء السياسي لا يكمن في شيطنة الخصوم، بل في إدارة الخلافات بما يخدم الاستقرار والمصلحة العامة.
ويرى متابعون أن إعادة تداول هذا الفيديو اليوم، بعد مرور أكثر من عقد على تسجيله، يسلّط الضوء على ثمن الرأي السياسي في المنطقة، حيث يُعاقَب التحليل المبكر والتحذير الاستراتيجي بالسجن، حتى عندما تثبت الوقائع لاحقًا صحة تلك التحذيرات.
ويختم ناشطون بالإشارة إلى المفارقة القاسية:
أن الدكتور محمد الحضيف لا يزال خلف القضبان، بينما تحققت على الأرض كثير من السيناريوهات التي حذّر منها، في وقت تتسع فيه الأزمات التي كان يدعو إلى تفاديها بالحوار والحكمة لا بالإقصاء والمغامرة.
اقرأ أيضاً:










