نيويورك – وطن – تشهد أجزاء واسعة من شمال الولايات المتحدة حالة من الاضطراب الجوي العنيف مع تساقط كثيف للثلوج وهبوب رياح عاتية وأمطار غزيرة، وسط تحذيرات من خبراء الطقس من احتمال تطور العاصفة الحالية إلى ما يعرف علميًا باسم “إعصار قنبلة” خلال مرورها فوق مناطق البحيرات العظمى وصولاً إلى شمال شرق البلاد.
تصاعد غير مسبوق في شدة العاصفة
وبحسب خبراء الأرصاد، يُطلق هذا المصطلح على المنخفضات الجوية التي يطرأ عليها انخفاض حاد وسريع في الضغط الجوي خلال 24 ساعة، وهو ما يؤدي عادة إلى اشتداد الرياح وتساقط الثلوج بصورة كثيفة. وتوقعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن تشهد العاصفة الحالية مثل هذا الانخفاض الحاد، ما يجعلها واحدة من أقوى الظواهر الجوية المسجلة هذا الشتاء.
تلاقي الكتل الباردة والدافئة
ويتوقع المتخصصون أن تؤدي مواجهة الهواء القطبي القادم من الشمال مع الكتل الدافئة القادمة من الجنوب إلى توليد مزيج خطير من الظواهر الجوية، تتراوح بين العواصف الثلجية الشديدة والعواصف الرعدية، إلى جانب موجة برد غير اعتيادية تمتد عبر مناطق عدة من البلاد.
مناطق في مرمى العاصفة
وتشير التوقعات إلى أن العاصفة بدأت تتحرك من منطقة البحيرات العظمى باتجاه الشمال الشرقي، حيث يتوقع أن تصل تأثيراتها إلى مدن كبرى مثل ديترويت، بيتسبرغ، واشنطن العاصمة، فيلادلفيا، نيويورك وبوسطن، إلى جانب مدن أخرى من بينها بافلو وسيراكيوز في ولاية نيويورك، وحتى مدينة نيو أورلينز في الجنوب. وتُقدّر سماكة الثلوج في بعض تلك المناطق بين 6 و10 بوصات بحلول صباح الثلاثاء.
مخاطر إضافية: الجليد والرياح العاتية
وحذّر خبراء الأرصاد من تشكل طبقات جليدية خطيرة في مناطق من نيو إنغلاند الداخلية قد يصل سُمكها إلى بوصة كاملة، في حين يُتوقع أن تتلقى مناطق أخرى ما يصل إلى بوصتين من الأمطار. كما قد تصل سرعة الرياح المصاحبة للعاصفة إلى ما بين 65 و75 ميلاً في الساعة، ما يرفع احتمالات انقطاع التيار الكهربائي وسقوط الأشجار وتدني مستوى الرؤية.
استمرار تساقط الثلوج خلف الجبهة الباردة
ومع انحسار الجبهة الباردة، ستندفع كتل هوائية قطبية جديدة تؤدي إلى استمرار تساقط “الثلوج المؤثرة بالبحيرات” في مناطق من ميشيغان وشمال ولاية نيويورك، حيث من المرجح أن تتراكم الثلوج حتى ارتفاع يراوح بين قدم وقدمين في بعض المناطق. أما الأجزاء الأوسع من الغرب الأوسط والشمال الشرقي فمن المتوقع أن تشهد تساقطاً للثلوج يتراوح بين بوصة وست بوصات، حتى في مناطق تمتد جنوبًا إلى كنتاكي وغرب فرجينيا.
إنذارات وتحذيرات واسعة النطاق
وبينما تواصل العاصفة مسارها شرقًا، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية عن حالة تأهب واسعة شملت ملايين السكان. وشملت التحذيرات إنذارات من العواصف الثلجية في شبه جزيرة ميشيغان العليا، وتحذيرات من عواصف جليدية في نيويورك العليا وفيرمونت، إضافة إلى سلسلة إنذارات من العواصف الشتوية في مناطق تمتد من ويسكونسن وصولاً إلى ولاية مين. كما صدرت تنبيهات برياح قوية شملت أكثر من 114 مليون شخص عبر الساحل الشرقي.
دعوة للحذر والتأهب
ويؤكد خبراء الطقس أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في مسار العاصفة، داعين السكان إلى تفقد خطط الطوارئ وتجنب التنقل غير الضروري مع مراقبة التحديثات الرسمية للأرصاد. فهذه الظواهر، على الرغم من كونها جزءًا من دورة الشتاء الطبيعية في المنطقة، إلا أن شدتها المتزايدة تذكّر بأهمية التأهب المبكر لحماية الأرواح والممتلكات.
اقرأ أيضاً:










