في غرب مالي، بين مدينتي كاي ونيورو، اختفى ثلاثة مصريين فجأة أثناء عملهم في مشروع زراعي. بعد ساعات من الغموض، أعلنت جماعة “نصرة الإسلام” التابعة للقاعدة مسؤوليتها عن العملية، مؤكدة أن المختطفين “متعاونون مع الحكومة المدعومة من روسيا”، وطالبت بفدية قدرها خمسة ملايين دولار للإفراج عنهم.
القاهرة تحرّكت سريعًا، مطالبة سلطات باماكو بالتحقيق وإطلاق سراح المصريين، ودعت رعاياها لتجنّب التنقل خارج العاصمة باماكو التي تشهد توترًا أمنيًا متصاعدًا.
الاختطاف يأتي بعد أيام من حادثة مشابهة استهدفت خمسة هنود في المنطقة نفسها، في وقت تصعّد فيه الجماعة عملياتها ضد الحكومة التي تحالفت مع فيلق إفريقيا الروسي، القوة التي ورثت نفوذ فاغنر بعد مقتل بريغوجين.
وبينما تبرر الجماعة عملياتها بمواجهة “النفوذ الأجنبي”، تفرض حصارًا خانقًا على العاصمة بقطع الطرق واستهداف الوقود، لتتحول مالي إلى ساحة مفتوحة لصراع النفوذ بين موسكو والجماعات المسلحة… حربٌ بلا جبهات، وضحاياها في كل الاتجاهات.

