في مصر، لم يعد السجن عقوبة… بل خدمة خمس نجوم. نزلاء أنهوا مدة أحكامهم القضائية ويرفضون الخروج، لا احتجاجًا ولا تمردًا، بل حبًّا في الرعاية الصحية داخل “مراكز التأهيل”. مشهد يبدو ساخرًا لولا أنه قُدِّم بوصفه إنجازًا رسميًا.
🔴نزلاء أنهوا أحكامهم ويرفضون المغادرة، وسفراء يصفقون لـ “مراكز التأهيل”.. بينما الحرية تقف خارج البوابة بلا موعد .. في #مصر الجديدة: السجين مرتاح… والمواطن الحرّ قلق!!. pic.twitter.com/PFWlWiWhEh
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) December 26, 2025
هذا الكلام لم يخرج من فيلم عبثي، بل من تصريح مباشر لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أمام مجلس الشيوخ. الوزير أعلن أن الدولة هدمت 41 سجنًا، لكنها لم تُنهِ القيد، بل أعادت تسميته: من سجن إلى مركز إصلاح، ومن زنزانة إلى رعاية «غير مسبوقة». تغيير لافت في اللافتات… لا في الجوهر.
النتيجة، بحسب الخطاب الرسمي، صادمة: محكومون انتهت عقوبتهم ويفضّلون البقاء خلف الأسوار، لأن الخارج ـ كما يوحي المشهد ـ أقل إنسانية من الداخل. أما ملف حقوق الإنسان، فيؤكد الوزير أنه لا علاقة له بضغوط دولية أو انتقادات حقوقية، بل هو «خدمة المواطن»، حتى لو كان هذا المواطن معتقلًا سابقًا لا يريد الحرية.
ولكي تكتمل الصورة، زار السفراء الأجانب المراكز، أعجبوا، صفقوا، وأشادوا. الكاميرات جاهزة، الابتسامات محسوبة، والحرية… مؤجلة. في مصر الجديدة، السجن يُسوَّق، وحقوق الإنسان تُقاس بعدد الزيارات الدبلوماسية لا بعدد من خرجوا، لأنهم ـ ببساطة ـ لا يريدون الخروج. مرحبًا بكم في الدولة الوحيدة التي قد يخاف فيها من أن يطالب السجين بالبقاء… لا بالحرية.
اقرأ أيضاً:










