في 2017، حين دفع محمد بن سلمان 450 مليون دولار ثمن لوحة، توقفت في واشنطن أسئلة كان من المفترض أن تُطرح عن حرب اليمن. لم يكن اسم “سلفاتور موندي” حاضرًا في نقاشات الفن بقدر ما كان حاضرًا في لحظة سياسية حرجة، حين كانت السعودية تواجه ضغطًا غير مسبوق داخل الكونغرس، وإدانات واسعة لجرائم الحرب في اليمن، ومطالبات بوقف التدخل العسكري.
جدل لوحة "سلفاتور موندي" الشهيرة يعود للواجهة مجددا، ولكن هذه المرة بمفاجأة أكبر!
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) December 27, 2025
ما علاقة "لوحة المخلص" التي اشتراها ابن سلمان بـ 450 مليون دولار بحـ.رب #اليمن ؟! .. أسرار جديدة تخرج للعلن.. ومراسلات عام 2019 بين جيفري #إبستين والصحافي مايكل وولف، تكشف ما لم يُقَل علنًا. pic.twitter.com/hpOeq8jM64
في هذا التوقيت، بيعت اللوحة فجأة بسعر خيالي فجر الجدل. عمل فني منسوب إلى ليوناردو دا فينشي، خضع لترميمات أعادت تشكيل ملامحه، ومع ذلك أصبح أغلى لوحة في العالم. بعدها تغيّر المسار: إدارة ترامب تجاوزت الكونغرس، واستمر تدفق السلاح إلى السعودية، وخفّت حدّة المساءلة والانتقادات.
لاحقًا، كشفت مراسلات عام 2019 بين جيفري إبستين والصحافي مايكل وولف ما لم يُقَل علنًا: اللوحة لم تُشترَ بوصفها تحفة فنية، بل بوصفها مقابلًا سياسيًا. السعر، وفق هذه المراسلات، لا علاقة له بالقيمة الفنية، بل بوظيفة الصفقة في لحظة الحرب. حتى إبستين نفسه نقل عن خبراء أن العمل لا يستحق السعر المدفوع، ما يعزز رواية استخدامها كأداة سياسية بحتة.
هكذا خرجت لوحة سلفاتور موندي من إطارها الفني، وتحولت إلى أداة لشراء الصمت وقناة مالية مغلقة، سمحت باستمرار واحدة من أكثر الحروب دموية في المنطقة. لم يكن الـ450 مليون دولار ثمن لوحة اشتراها ابن سلمان، بل ثمن استمرار حرب دمرت اليمن وقتلت آلاف المدنيين.
اقرأ أيضاً:










