متابعة وترجمة وطن – قال الكاتب والباحث الأمريكي مايكل روبن، الزميل الأول في معهد “أمريكان إنتربرايز”، إن السياسات السعودية الأخيرة في اليمن تعكس تناقضًا خطيرًا مع التوجه الأمريكي، محذرًا من أن الرياض تعيد إنتاج أنماط سلوك سبقت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وكانت لها عواقب كارثية على المنطقة والعالم.
وأوضح روبن، في مقال تحليلي، أن السعودية، وبعد أسابيع فقط من إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يدعو إلى تصنيف فروع من جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية أجنبية، اتخذت مسارًا مغايرًا في اليمن، حيث سمحت بتمكين حزب الإصلاح، الذراع السياسي للإخوان، في الوقت الذي تواصل فيه قمع الجماعة داخل أراضيها.
وأشار الباحث الأمريكي إلى أن هذا السلوك السعودي يخدم، في نظر صناع القرار في الرياض، هدفين متوازيين:
الأول، احتواء الإخوان عبر تصديرهم خارج الحدود بدلًا من السماح لهم بالتمدد داخليًا.
والثاني، توظيف الجماعة في صراع النفوذ مع دولة الإمارات، حتى لو جاء ذلك على حساب استقرار اليمن وجهود مكافحة الإرهاب.
وأضاف روبن أن قصف القوات الجنوبية في مناطق مثل المكلا لا يمكن فصله عن هذا السياق، معتبرًا أن ما يجري في جنوب اليمن يعيد إلى الأذهان مرحلة ما قبل 11 سبتمبر، حين كانت السعودية – بحسب تقارير أمريكية – من أبرز الداعمين للتطرف الإسلامي خارج حدودها، قبل أن ترتد تلك السياسات عليها داخليًا.
وأكد الكاتب أن التاريخ يثبت أن أي دولة تستخدم الجماعات المتطرفة كأدوات نفوذ خارجي، تدفع الثمن لاحقًا في أمنها الداخلي، مشيرًا إلى تجارب باكستان وسوريا وتركيا، ومحذرًا من أن السعودية لن تكون استثناءً إذا استمرت في هذا النهج.
وتابع روبن أن حزب الإصلاح لا يقتصر دوره على المشهد السياسي، بل يتهم بالضلوع في شبكات تهريب سلاح تصل إلى الحوثيين، إضافة إلى تقديم دعم لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهو ما ساهم – بحسبه – في تعزيز قدرات الحوثيين الساعين للسيطرة على حقول النفط قرب مأرب.
وفي ختام تحليله، شدد الباحث الأمريكي على أن سياسة الاسترضاء التي تنتهجها الرياض تجاه الحوثيين قد تنجح مؤقتًا، لكنها تحمل مخاطر استراتيجية بعيدة المدى، داعيًا واشنطن إلى عدم القبول بما وصفه بـ«اللعبة المزدوجة»، وضرورة إعادة النظر في الدعم العسكري وفرض عقوبات على أي جهات تسهم في تقويض جهود مكافحة الإرهاب في اليمن.
ويُعد مايكل روبن أحد أبرز الباحثين الأمريكيين في شؤون الشرق الأوسط، وعمل سابقًا في وزارة الدفاع الأمريكية، وله خبرة ميدانية في اليمن والعراق وإيران، ويُعرف بمواقفه الصريحة تجاه قضايا الإرهاب والسياسات الإقليمية.
اقرأ أيضا:










